إن الحمد لله نحمدهونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهوالمهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
وبعد
أخواتى الحبيبات
القرآن يدعونا
إن القرآن يدعونا جميعاً، وفي أكثر من سورة وأكثر من آية
إن تدبرنا القرآن ونظرنا فيه.
إن قرآننا هو كلام ربنا، ودستور حياتنا، ومنبع صفائنا، وميزاننا الذي نحتكم إليه عند خلافنا، بل وفي كل حياتنا وأمورنا.
فالقرآن يدعونا لبراءة القلب من الغل للذين آمنوا:
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا }
[الحشر:10].
والقرآن يدعونا فيقول:
{ خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ }
[الأعراف:199].
والقرآن يدعونا فيقول:
{ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ }
[البقرة:109].
والقرآن يدعونا فيقول:
{ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[المائدة:13].
والقرآن يدعونا فيقول:
{ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[التغابن:14].
والقرآن يدعوك فيقول:
{ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ }
[الحجر:85].
والقرآن يدعونا فيقول:
{ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَة يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ } [البقرة:263].
والقرآن يدعونا فيقول:
{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[آل عمران:134].
والقرآن يدعونا فيقول:
{ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْب سَلِيم } [الشعراء:88-89].
وأخيراً! القرآن -يا أخواتى الحبيبات -
يدعونا فيقول:
{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ }
[النور:22] .
{ أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ }
[النور:22]؟
" بلى والله إنا نحب أن يغفر لنا ربنا "
قالها أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، مع سخاء نفسه وسلامة صدره ونصحه للأمة،
فماذا نقول نحن وهذه حالنا مع قلوبنا؟!
أختي الحبيبة:
هلا وقفتى مع هذه الآيات وتدبرتيها جيداً؟!
إن القرآن يدعوكى!
{ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا }
[محمد:24]؟!
أسمعتى جيداً لهذه الآيات؟!
تدبريها وقفى معها طويلاً!
كم من المشاجرات والخصومات تقع بيننا وبين الناس؟ وإذا رجعنا للقرآن وجدنا هذه الآيات تحدونا إلى العفو والصفح عن المؤمنين وعن الناس
{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }
[الشورى:40]!
تدبرى قوله:
{ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }
[الشورى:40]!
فما أعظم هذا الأجر، فهو من مالك الملك جل وعلا، فلم تحرمى نفسك هذا الأجر؟!
أقول قولى هذا و أستغفر الله لى ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته