العيوب الخلقية هى تشوهات يولد الطفل بها نتيجة عيب فى التكوين أو نقص فى التكوين داخل الرحم أو توقف تطور ونمو جزء من العظام أثناء فترة الحمل، وهذا يختلف عن التشوهات الأخرى للعظام التى قد تظهر فيما بعد نتيجة عيوب فى مراكز النمو أو التغذية أو نتيجة حدوث اصابة أو التهابات بالعظام أو المفاصل.
وقال الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس إن العيوب الخلقية بالعظام لها أنواع وأشكال كثيرة منها ما يمكن للأهل ملاحظته بسهولة منذ اليوم الأول لولادة الطفل مثل القدم المخلبية أو اختفاء عظمة الشظية أو نقص أو زيادة بعدد الأصابع، ومنها عيوب لا تبدو واضحة للأهل من البداية مثل خلع مفصل الفخذ أو بعض تشوهات العمود الفقرى ولا يستطيع تشخيصها إلا طبيب جراحة عظام الأطفال المتخصص أو عبر الكشف بالأشعات.
وأوضح عمارة أن هناك نصائح عامة تفيد الأهل حين يرزقهم الله بمولود جديد أهمها:
-1- يجب فحص الطفل بواسطة طبيب الأطفال وفى حالة وجود أى شك يجب عمل أشعات بالموجات فوق الصوتية أو أشعات أخرى لتقييم الحالة.
-2- هناك أنواع من التشوهات يجب التدخل فى علاجها مبكرا مثل القدم المخلبية أو خلع مفصل الفخذ لأن التأخير فى علاجها يجعل العلاج أصعب وأطول على الطفل، بينما هناك حالات أخرى يجب تأخير التدخل الجراحى فيها لمدة سنتين أو 4 سنوات.
-3- تشوهات العظام الخلقية أغلبها لا يؤثر على سن المشى أو الجلوس، فأغلب هؤلاء الأطفال يمشون فى السن الطبيعية من سنة إلى سنة ونصف.
-4- فى علاج العيوب والتشوهات الخلقية يجب الالتزام بالمتابعة مع الطبيب المعالج لفترات طويلة قد تمتد إلى سنوات لضمان نمو العظام فى الاتجاه الصحيح وللتدخل فى الوقت المناسب بالطريقة الصحيحة لو استلزم الأمر.
-5- أغلب هذه التشوهات تكون بنسبة نجاحها عالية ويحدد طبيب جراحة عظام الأطفال وإصلاح التشوهات نوع العلاج والسن المناسب له وفى أغلب الحالات يعود الطفل إلى الحياة الطبيعية بدون إعاقة أو بإعاقة بسيطة جدا بشرط الالتزام بالعلاج الصحيح والمتابعة.
-6- أغلب التشوهات والعيوب الخلقية التى تصيب العظام تكون غير وراثية ولا يوجد دليل واضح على علاقة مباشرة بين زواج الأقارب أو تناول أدوية محددة وبين ظهور هذه التشوهات التى تظهر أغلبها بالصدفة ولا تنتقل إلى الأولاد أو الأقارب وبالتالى فلا داعى للوم الأهل لأنفسهم على أنهم تسببوا فى عيوب خلقية بسبب دواء معين أو القرابة فهناك ملايين البشر الآخرين الذين يتناولون نفس الدواء أو تزوجوا من أقارب ولا يحدث معهم عيوب خلقية.
وأضاف أستاذ جراحة العظام أنه لا يوجد حتى يومنا هذا سبب واضح أكيد لهذه التشوهات والعيوب الخلقية إلا فى حالات نادرة ومحددة من الأمراض الوراثية أو أدوية محددة يعرفها كل الأطباء.