السعال التشنجي والربو بنسبة للأطفال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا شك أن المرض مزعج ليس للكبار فحسب وإنما للأطفال و الرضع كذلك خصوصا حديثي الولادة ويأتي الشتاء في كل عام محملا بالأمراض كالأنفلونزا.. التهاب الحلق .. التهاب اللوزتين والأذن الوسطى .. السعال الحاد .. التهاب الرئة والربو ..الخ.
وعليه على الإنسان أن يكون مستعدا لمقاومة الأمراض عموما وأمراض الشتاء خصوصا في هذا الفصل عن طريق تناول الغذاء الصحي المتوازن والرياضة المنتظمة والوعي الصحي ..
السعال التشنجي والربو بنسبة للأطفال
السعال التشنجي والربو بنسبة للأطفالالسعال التشنجي والربو بنسبة للأطفالالسعال التشنجي والربو بنسبة للأطفال
يتصف الربو بنوبات من السعال التشنجي المتكرر يزداد خلال الليل وقد يزداد عند بعض الأطفال بعد المجهود العضلي وتكون الإصابة بالرشح أو التهاب الجهاز التنفسي العلوي من العوامل المؤهبة لتكرار أزماته الحادة حيث يؤدي إلى تشنج العضلات الملساء الموجودة في الطرق التنفسية وتورم الغشاء المخاطي وزيادة الإفرازات المخاطية وتجمعها داخل القصبات الهوائية ما يؤدي إلى تضيق الطرق الهوائية وبالتالي تقل تهوية الرئتين وتختلف التظاهرات السريرية اختلافا كبيرا بين المرضى فبعضهم يصاب بنوبة خفيفة ونادرة وبعضهم الآخر يصاب بنوبة حادة متكررة والنوبة عموما سريعة الحدوث بعد التعرض للمخرشات بينما تكون بطيئة التطور بعد التعرض للانتانات التنفسية الفيروسية وتبدأ النوبة بالسعال الجاف ويزداد السعال مع شدة الحالة وقد يعبر الأطفال الأكبر سنا عن إحساسهم بضغط على الصدر أو صعوبة في التنفس وهنالك استعداد عائلي للإصابة بأمراض الحساسية كالربو أو الأكزيما الجلدية حيث تتكرر الإصابات في بعض الأسر بعينها وتلعب الظروف المنزلية المهيئة لحدوث الحساسية دورا مهما في إظهار هذا الاستعداد الارثي.
العوامل المواتية للإصابة بالربو
تكون الإصابة بالرشح أو جهاز التنفس العلوي من العوامل المهمة لتكرار حدوث الأزمات الحادة وكذلك فإن ارتفاع نسبة رطوبة الجو واستعمال المكيفات تلعب دورا مهما في زيادة فرصة التعرض للإصابة في حال وجود الاستعداد الإرثي لدى المريض ووجود المادة المؤرجة (المحسسة) التي قد تكون كما ذكرنا سابقا غبار الطلع والغبار المنزلي أو فرو الحيوانات.
ومعظم الأطفال المصابين هم دون الأربع إلى خمس سنوات من العمر ولكن قد تظهر الحساسية في الجهاز التنفسي منذ الأشهر الأولى من العمر في شكل التهاب القصبات الشعري الذي يصيب الأطفال الرضع والذي قد يتطور في المستقبل إلى حساسية صدر.
كيفية التأكد من تشخيص الربو
يعتمد تشخيص الربو على الفحص السريري للطفل والتشخيص ليس بالمعضلة وقد يلجأ أحيانا لإجراء بعض الفحوص المخبرية إضافة إلى صورة شعاعية للصدر عند الضرورة ويمكن التعرف على المادة التي تثير الجهاز المناعي عن طريق اختبارات خاصة مثل الاختبارات الجلدية إضافة إلى اختبار راست على مصل الدم.
علاج الربو
يعد استعمال الموسعات القصبية عن طريق الاستنشاق هو العلاج الأمثل للحالات الحادة من الربو وذلك حسب المراجع العلمية الحديثة لأن إعطاء الدواء بالاستنشاق يقلل الأعراض الجانبية للموسعات القصبية التي كانت تعطى سابقا عن طريق الفم أو عن طريق الزرق في الوريد أو العضل أو تحت الجلد إذ أن إعطاء الدواء عن طريق الاستنشاق وبجرعات قليلة جدا يؤدي إلى الغرض المطلوب وهو علاج للتشنج القصبي بشكل أسرع وفي الوقت نفسه يقلل وبشكل ملحوظ الأعراض الجانبية للموسعات القصبية والتي قد تؤدي عند إعطائها عن طريق الفم أو الزرق إلى تسرع القلب ورجفان اليدين ونقص بوتاسيوم الدم.
وتعتمد جدوى فاعلية الموسعات القصبية (عن طريق الاستنشاق) على الطريقة أو الأداة التي تستعمل لإعطاء الدواء حيث يتوافر في الصيدليات أشكال عدة منها البخاخ الذي يستعمل من قبل الأطفال فوق الأربع إلى خمس سنوات من العمر والبالغين ويحتاج إلى تدريب على طريقة الاستعمال وتزامن بين الاستنشاق وضغط البخة في الفم وقد يلجأ في حال الأطفال الصغار إلى استعمال اسطوانة صغيرة توضع على الفم والأنف وتثبت بالجهة الأخرى منها بخاخة الدواء حيث يقوم الأهل بضغط البخاخ بخة واحدة ويخزن الدواء في الأسطوانة والقناع ويقوم الطفل باستنشاق الدواء خلال ثوان عدة.
ويمكن استعمال جهاز البخار أو ما يسمى بالنبيوليزر للأطفال ويعد الطريقة المثلى لعلاج الأطفال الصغار بشكل خاص حيث يتم وضع الدواء إضافة إلى السائل الملحي ويستنشق الدواء خلال دقائق عن طريق قناع خاص يثبت على الوجه.
وقد يلجأ إلى استعمال بعض المركبات الستيرويدية المضادة للالتهاب عن طريق الاستنشاق للسيطرة على بعض الحالات المتوسطة إلى الشديدة أحيانا وهنا يراعى غسل الوجه ومضمضة الفم بعد استعمال الدواء منعا لأي أعراض جانبية.
وقد يضطر الطبيب إلى استعمال أدوية أخرى عن طريق الفم ولكل منها فائدته الخاصة وذلك حسب شدة الحالة وتقدمها وكذلك تبعا لكون الحالة حادة أو للوقاية من الهجمات الحادة وذلك بإعطاء أدوية خاصة ما بين نوبات الربو الحادة مثل مضادات الليوكوترين وتعطى عن طريق الفم في شكل حبوب مع التأكد من احتفاظ الطفل بكامل جرعة الدواء. وقد يلجأ لاستعمال بعض البخاخات التي تحتوي على المركبات الستيرويدية المدمجة مع موسعات القصبات طويلة المدى كعلاج وقائي للحالات الشديدة إلى المتوسطة من الربو ولفترات طويلة.
وعلاج الربو يحتاج إلى متابعة لفترة زمنية طويلة وأغلب الأطفال يشفون من الربو إذا ما توافرت الظروف المناسبة من حيث المتابعة الصحية وتجنب العوامل التي تؤدي إلى تكرار النوبات ومن أهمها تجنب دخان السجائر في البيت والحد من الغبار المنزلي وذلك بغسل أغطية الأسرة والبطانيات والستائر بشكل دوري وتنظيف الموكيت باستمرار. ومن الأفضل عدم استعماله في غرف الأطفال على الأقل ويجب استعمال أجهزة تنقية الهواء وبشكل خاص في البيئة الحارة وفي حالة استعمال المكيفات المركزية أوالسبليت يونيت حيث تقوم هذه الأجهزة بتنقية الهواء من الجراثيم وكل المواد العالقة ولهذه الأجهزة أهمية خاصة من جهة سلامة البيئة الداخلية للمنزل من المواد المخرشة والجراثيم وغيرها وكذلك تجنب تربية الحيوانات ذات الفراء كالقطط والكلاب ويجب معالجة حالات الرشح والتهاب الجهاز التنفسي العلوي الذي يصاب عند الطفل بشكل فوري وتهوية المنزل بطريقة صحية وبشكل يومي وكذلك يساعد النوم الجيد والطعام الصحي على الحد من هذا المرض.
تمنياتي بالصحة للجميع