أشارت دراسة جديدة إلى أن تعرض الأطفال لمستويات مرتفعة من عوادم السيارات، يزيد احتمالات معاناتهم فى وقت لاحق من مشاكل فى الشعب الهوائية الصغيرة المحيطة بالرئتين.
وقالت الدكتورة إريكا إس. شولتز التى قادت فريق البحث وهى من معهد كارولينسكا للطب البيئى فى ستوكهولم عاصمة السويد "إنه لم يتم من قبل الإشارة إلى النتائج" التى تفيد بأن التعرض فى سنوات الطفولة المبكرة لتلوث الهواء يؤثر سلبا على ما يسمى بالشعب الهوائية الطرفية".
وأضافت "تتعرض الرئتان والشعب الهوائية لأنواع مختلفة من تلوث الهواء على مدار سنوات العمر لكن لأن نمو الرئتين يكون غير مكتمل عند الولادة ويعتبر الأطفال عرضة بشكل خاص لتأثيرات سلبية."
وأكدت شولتز أن التأثيرات قد تكون محدودة بالنسبة للأشخاص الأصحاء الذين يعيشون فى مناطق يقل فيها التلوث.
لكن النتائج تختلف فى المناطق التى تشهد مستويات مرتفعة من التلوث، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسى.
وقام الباحثون بدراسة على نحو 2400 طفل بين عامى 1994 و1996 فى السويد. وكان لدى الباحثين بيانات عن مستويات تعرض هؤلاء الأطفال لتلوث الهواء فى سنوات عمرهم الأولى فضلا عن معلومات عن وظائف الرئة لديهم فى سن المراهقة. وبشكل خاص درس الباحثون "المقاومة" فى الشعب الهوائية الطرفية أو مدى صعوبة مرور الهواء فى الشعب الهوائية.
وركز الباحثون على أكاسيد النيتروجين المنبعثة من عوادم السيارات والجسيمات الناتجة عن تآكل الطرق، واستعانوا بسجلات المرور والظروف الجوية ومعلومات عن مستويات التلوث فى منازل الأطفال ومدارسهم فى السنة الأولى من عمرهم وفى السنة التى سبقت إكمالهم عامهم السادس عشر، وكلما زاد تعرضهم فى سن الطفولة لأكاسيد النيتروجين بمقدار عشرة ميكروجرام لكل متر مكعب زادت مقاومة الشعب الهوائية لديهم فى سن المراهقة. وكانت الصلة أقوى لدى الفتيان ومرضى الربو فى سن 16، ومع ذلك لا توجد صلة بين التعرض للتلوث فى سن 15 و16 عاما وبين كفاءة وظائف الرئتين.
وقال الباحثون فى دورية الحساسية والمناعة السريرية "إنه لا توجد صلة كبيرة بين الجسيمات ومقاومة الشعب الهوائية".
وقالت شولتز لرويترز هيلث عبر البريد الإلكترونى "يعكس عدد متزايد من الدراسات أهمية الشعب الهوائية الطرفية لصحة الرئتين.. ما يثير القلق هو أن تأثير السنة الأولى من العمر يمتد فيما يبدو طويلا رغم أننا لا نعرف بشكل كامل النتائج السريرية لهذا التأثير."