اتدرون اين مقام المتحبين فى الله

الحمد لله رب العالمين. الذي خلق الإنسان ويعلم ما


توسوس به نفسه, وهو أقرب إليه من حبل الوريد.



ثمَّ الحمد لله القائل: إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ



وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ {17} مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ


رَقِيبٌ عَتِيدٌ


أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً عبده


ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عدد خلقه وزنة عرشه ورضى نفسه ومداد



كلماته.



وبعد أيها الناس:



اذكروا



إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ



الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ{17} مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا


لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {18} وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ


ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ {19})



أيها الناس:



اذكروا أيام الله,



اذكروا أخذه للقرى وهي ظالمة. ألا ترون أن أخذه أليم


شديد؟ كونوا من الذين يخافون مقامه ويخافون وعيده, لعلكم تكونون من


الفائزين بالجنتين, أليسَ هو القائل: (

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ {46} ) الرحمن .



ومن اصدق منه قيلاً؟


أليس إنه لا يخلف الميعاد. ولكن كيف تكون خائفاً؟


هل سألت نفسك يوماً هذا السؤال؟



هل ذكرت الله خالياً ففاضت عيناك؟



هل قرأت القرآن فاقشعر جلدك؟


هل أحببت في الله؟


وأبغضت في الله؟


إن فعلت فستجد حلاوة الإيمان, أخرج البخاري


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَجِدُ


أَحَدٌ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ


إِلَّا لِلَّهِ وَحَتَّى أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ


أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ وَحَتَّى


يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا )

المقصود:

" أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" معناه أن من استكمل الإيمان


علم أن حق الله ورسوله آكد عليه من حق أبيه وأمه وولده وزوجه وجميع الناس،


لأن الهدى من الضلال والخلاص من النار إنما كان بالله على لسان رسوله، ومن


علامات محبته نصر دينه بالقول والفعل والذب عن شريعته والتخلق بأخلاقه،


والله أعلم .


أيها الناس:


أتدرون


أين مقامُ المتحابين في الله.....؟؟؟؟



إنه على


منابر النور قـُدَّام الرحمن .



عن مُعاذ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم



يقول: قال الله عز وجل: ( المُتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون



والشهداء) .




وعن عبد الله بن مسعود قال: قال لي النبي صلى الله



عليه وسلم: ( يا عبد الله بن مسعود فقلت


لبيك يا رسول الله ثلاث مرات, قال: هل تدري أي الإيمان أوثق؟ قلت: الله


ورسوله أعلم, قال: أوثق الإيمان الولاية في الله بالحب فيه ) .




وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله



صلى الله عليه وسلم: ( لله عبادٌ لا


بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله عز وجل,
قالوا:


يا رسول الله من هم؟



وما أعمالهم؟



لعلنا نحبهم,



قال قوم تحابوا بروح الله, لا أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها, والله إن
وجوههم نور, وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون
إذا حزن الناس،

ثم قرأ:


( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62})
يونس .

وعن معاذ الجُهني قال، قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ( من أعطى لله، ومنع لله، واحب لله،
وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل إيمانه ) .



قال النبي صلى الله عليه وسلم (وإذا أحبَّ أحدُكم أخاه فليخبره أنه يُحبه، وليدعُ لهُ
بظهر الغيب ) .


فعن أبي الدرداء انه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: ( من دعا لأخيه بظهر الغيب قال
الملك الموكل به، آمين ولك بمثل) .


وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولSad دعوة
المرء المسلم بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير
قال الملكُ الموكلُ به: آمين ولك بمثل ) .

وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم
يرفعه الى الرب عز وجل قال: ( حُقـَّت
مَحبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين
فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ ) .



وإياكم أيها الناس:



أن تُحبوا كافراً,




او منافقاً،




فان المرء مع من أحب.



فعن عبدالله بن مسعود في الحديث الذي اتفق
عليه الشيخان البخاري ومسلم، قال: جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: ( يا رسول الله كيف تقول في
رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المرءُ
مَعَ من أحب ) .




وفي الختام مسك الختام:




]قوله
تعالى: ( رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ
رَّحِيمٌ {10}) الحشر.




اللهم اجعلنا من أهل التقى والصلاح والفلاح، وشفعنا
فيمن نحب.

اللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، اللهم كره إلينا الكفر والفسوق
والعصيان،

اللهم حببنا الى المؤمنين، وحبب المؤمنين الينا، اللهم زدنا بغضاً
بالكافرين والمنافقين،

اللهم باعد بيننا وبينهم بُعد المشرقين, وبُعد المغربين، اللهم اجعلنا
لمحبتك ومحبة رسولك أهلاً،

اللهم اجمعنا بمحمد وحزبه، اللهم اجعلنا من الذين يقعدون قدامك على منابر
النور، ومن السابقين الأبرار، والمتقين الأخيار, وقنا شر ذلك اليوم،
ولقـِّنا نضرة وسروراً، وأجزنا جنة وحريراً .

اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم
وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم فى
العالمين انك حميد مجيد




استغفر الله الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه

بارك اله فيكم يا شيخ وجعلها لكم في ميزان حسنا تكم ان شاء الله

قولا وفعلا انت رائع