تتوالى ارتفاع درجات الحرارة فى الموجه الحارة التى نعيشها فى مصر وهو الأمر الذى يجب أن نقوم جميعا بإجراء حملات توعوية مكثفة لحماية المواطنين من مضاعفات ارتفاع درجة الحرارة والتى تؤدى فى بعض الحالات إلى الوفاة.
ومع الأرقام الكبيرة التى أصبحنا نشاهدها هذه الأيام من هيئة الأرصاد الجوية، تنطلق فى أذهاننا تساؤلات كثيرة منها: كيف نحمى أنفسنا؟ وما هو أقصى درجة حرارة يمكن أن نتحملها؟
يجيب عن هذه التساؤلات الدكتور "محمد صلاح على حسين" أستاذ مساعد أمراض الباطنة والجهاز الهضمى والمناظير بكلية طب جامعة الأزهر، ويقول: "لا يوجد درجة حرارة ثابتة لا يتحملها الإنسان، لأن قدرة التحمل على ارتفاع الحرارة يختلف باختلاف عوامل كثيرة، ومن هذه العوامل:
1. طبيعة المكان الذى يعيش فيه الفرد:
مثل الدول الاستوائية درجة الحرارة فيها عالية ورغم ذلك لا يعانى أهلها من مضاعفات هذه الحرارة العالية بل يعيشون حياتهم بشكل طبيعى ويقوم كل فرد فى الدولة بوظائفه كاملة، وكذلك الإنسان الذى يعيش فى المناطق الباردة دائما، ويشعر كل من الطرفين بالمضاعفات المرضية عند تغيير المناخ الذى اعتاد عليه منذ ولادته.
2. السن:
صغار وكبار السن أكثر عرضه لمضاعفات ارتفاع درجة الحرارة، إن لم يكونوا معتادين عليها، حيث لا يوجد داخل أجسام الصغار نظام تعويضى كافٍ للاحتفاظ بالمياه بالإضافة إلى كمية المياه القليلة التى يحتوى عليها أجسامهم فيكونون أقرب ما يكون للجفاف، وكذلك المسنين.
3. الأمراض:
هناك بعض الأفراد لديهم حساسية من الشمس، بمجرد ارتفاعها قليلا لتصل إلى 30 أو 35 درجة مئوية تظهر عليه المضاعفات سريعا مثل أصحاب مرض "الذئبة الحمراء"، وفى هذه الحالة قد يصابون بسرطان الجلد نتيجة التعرض الطويل والشديد لدرجات الحرارة.
ويضيف، ومن أشهر الأمراض التى تنتج عن ارتفاع درجة الحرارة "الإجهاد الحرارى" و"الضربة الحرارية" وهناك فرق بين المرضين:
• الإجهاد الحرارى: ينتج عن العرق الشديد وتحدث فى حالة ارتفاع درجة الحرارة مع وجود
رطوبة عالية، وينتج عنه فقد كميات كبيرة من المياه فى الجسم بالإضافة إلى الأملاح ومن أشهرها ملح الصوديوم فيصاب الفرد بنقص فى ملح الصوديوم ومن أعراضه تقلصات فى العضلات، هبوط فى الضغط، غيبوبة، إجهاد تام للجسم نتيجة فقدان المياه، صداع، والعلاج بتناول المياه الكثيرة.
• الضربة الحرارية أو ما يعرف باسم ضربة الشمس: هو فرد لا يعرق، وتحدث فى حالة ارتفاع
درجة الحرارة مع جو صحراوى ويؤدى إلى تلف مباشر فى أعضاء الجسم، ومن أعراضها اضطراب فى الوعى، زغللة فى العين، ارتفاع فى كرات الدم البيضاء، يميل الجسم لحدوث تجلطات بسبب الجفاف الذى يعانى منه الجسم، زيادة فى وظائف الكلى وهو ما قد يؤدى إلى الإصابة بالفشل الكلوى، والعلاج يكمن فى كمادات باردة لخفض درجة الحرارة التى يعانى منها الفرد.