قال عمرو موسى، الأمين العام لجماعة الدول العربية الأسبق، إن مصر لديها أسباب كثيرة للتفاؤل، ولديها أيضا أسباب تدعو للتشاؤم، وهنا يكمن الاختيار حيث يجب أن يتغلب التفاؤل على خصمه، فتفاؤلنا يجعلنا نقدم وبكل قوة لاتخاذ كل مافى وسعنا من إجراءات نحو تحقيق نجاح الدولة المصرية، مذكراً بأن ما حدث فى الدولة من خلل نجم عن سوء إدارة الحكم فى عهود متتالية بدءاً من السنوات الأخيرة للعهد الملكى مرورا، بكل ماتلاها من عهود انتهاء بسنة حكم الإخوان.
أكد موسى، خلال مشاركته فى فى الحلقة النقاشية حول الوضع الاقتصادى المصرى، التى نظمتها الجمعية المصرية للأوراق المالية، أنه بحديثنا عن سوء ادارة الحكم لا نتحدث فقط عن الأمور السيادية، وإنما عن المسائل الحياتية، فالتعليم على سبيل المثال لم ينل القسط الكافى من الاهتمام من عهد إلى آخر وعلى غراره الأمور الصحية، التى لم تكن لها الحظ فى التطوير من المنظومة، حتى على مستوى الفرد وتنميته وتزويده بالمعرفة والمعلومات التى من شأنها تمكينه من التطوير والإضافة، ويأتى مع ذلك العديد من الملفات كالزراعة والتجارة والطاقة مسها نفس الخلل.
وتابع موسى: "نحن المجتمع المصرى فى العهد القائم مسئوليتنا جميعا إصلاح هذا الخلل، وهذه عملية سياسية فى المقام الأول وترتب الأدوار السياسية والإدارية والخدماتية وقائمة الاستحقاقات التى يجب أن نتمتع بها نحن المصريين، ذلك الخلل الذى تصدت له خارطة الطريق التى وضعت لتشمل الدستور، انتخاب رئيس الجمهورية، وانتخاب البرلمان فبإتمام تلك الاستحقاقات الثلاثة لا عذر لنا إذا لم نتقدم إلى الأمام، وأن التقدم لابد أن يرتبط بالزمن الذى نعيش فيه، فلا يمكن أن تحدث طفره ونحن مازلنا نفكر بعقلية القرن العشرين أو اى قرن سابق فلابد أن يكون تفكرينا وصياغتنا للامور متجهة نحو أن تلتحق مصر بمسيرة التقدم الفكرى المتناسبة مع الفترة الزمنية المعاصرة والمستقبلية".
وشدد موسى على أن مصر جزء أساسى من البناء الدولى والإقليمى، وأنها تعتبر ركيزة أساسية فى بناء مجتمعات وبلدان أخرى فى المنطقة ولابد أن ترجع مكانة مصر وأن تلعب دورها فى التوازن الدولى والإقليمى الضرورى للاستقرار فى هذه المنطقة.
وقال موسى إن الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث خلال خطابه فى أسيوط عن تصور مصر للحركة السياسية فى بعض القضايا العربية وعن دورها فى الشرق الأوسط، وأن هذا ربما كان أول توجة مباشر وواضح للرأى المصرى فى المنطقة بما فى ذلك النزاع العربى الإسرائيلى ودور مصر فى حل النزاع، هذا الدور المنتظر، ولذلك يعتبر هذا التطور فى الصراحة المصرية فيما يتعلق بنظرتها فى مثل هذه القضايا هو مايساهم فى استعادة مكانة مصر، ولكن تلك النظرة لا يمكن أن تكتمل إلا بالنجاح الداخلى.
واستطرد موسى: "القوة المصرية هى قوة ناعمة، تكمن فى الاقتصاد المصرى والعدالة والفن والأدب إلى آخره، قوه المواطن المصرى الذى يملك الثقافة والفكر المتطور على مر العصور فبالنظر إلى التاريخ المصرى القديم والحديث نرى إننا لم نحتل دولاً اخرى، إنما كنا موجدين فى كافة أسواق العمل وصالونات المجتمع وندوات الفكر فى العالم العرى والشرق الأوسط والمستوى العالمى وهذا سبب قوه مصر، والتى نريد أن نستعيدها مرة أخرى".