بسم الله الرحمـن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده
الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إلـه إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد :
يقول الله تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (الرعد:11)
من المعلوم أنَّ الله تعالى خلق هذا الكون وبما فيه من سماوات ذات أبراج أراضين ذات فجاج وما
بينهما من نجوم وأبراج ، ومن جنة ونار إلى غير ذلك من خلق الله تعالى مالا يعلمه إلا الله { ألا يعلم
من خلق وهو اللطيف الخبير } وهذا كله من عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى ، و من بديع صنعه إنه
عليم حكيم ، وسنَّ سبحانه وتعالى في خلقه سنن كونية ، وجعلها سنن ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ،
سنة الله في خلقه { ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا } مثال ما أخبر به سبحانه
وتعالى أن ما كان من قبل السنن كالطعام يشبع والماء يروي والنار تحرق والحديد يقطع لا يبدله
تعالى بل يبقي كذلك لأنه مبني على أساس الحكم التشريعية ، وكذلك من سنة الله في خلقه ما
جاء في قوله تعالى :
(ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا) يقول عز وجل مبشرا لعباده المؤمنين
بأنه لو ناجزهم المشركون لنصر الله رسوله وعباده المؤمنين عليهم ولانهزم جيش الكفر فارا مدبرا لا
يجدون وليا ولا نصيرا لأنهم محاربون لله ولرسوله ولحزبه المؤمنين ثم قال تبارك وتعالى (سنة الله
التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) أي هذه سنة الله وعادته في خلقه ما تقابل الكفر
والإيمان في موطن فيصل إلا نصر الله الإيمان على الكفر فرفع الحق ووضع الباطل كما فعل تعالى يوم
بدر بأوليائه المؤمنين نصرهم على أعدائه من المشركين مع قلة عدد المسلمين وعددهم وكثرة
عدد المشركين وعددهم 0