اتهام النفس ومعاتبتها من أبرز صفات المؤمنين , آيتان من كتاب الله تعرضان هذا المعنى وتوضحاه غاية الإيضاح :
الأولى : "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (18)( الذاريات )
قال القشيرى : أخذ عنهم انهم مع تهجدهم ومعاشهم , ينزلون انفسهم فى الاسحار منزلة العاصين , فيستغفرون استصغاراً لقدرهم واستحقاراً لفعلهم .
الثانية :
" وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)" ( المؤمنون )
قال القشيرى : يخلصون فى الطاعات من غير إلمام بتقصير او تعريج على أوطان الكسل , أو جنوح الى الاسترواح بالرخص , ثم يخافون كأنهم آلموا بالفواحش ويلاحظون احوالهم بعين الاستصغار والاستحقار , ويخافون بغتات التقدير وقضايا السخط , وكما قيل :
يتجنب الأثام ثم يخافها فكأنما حسناته آثام
من كتاب ...( صفقات رابحة )
طريقهم