هي السورة الوحيدة في القرآن التي لم تبدأ بالبسملة، فالبسملة هي بمثابة بوابة تنقل القارئ*من عالم إلى آخر تحت اسم الله تبارك وتعالى.*والسرّ في عدم افتتاح السورة بالبسملة*هي أن*السورة نزلت في فضح الكفّار وأعمالهم وقد قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما*سئل عن عدم كتابة البسملة في*سورة*التوبة: إن (بسم الله الرحمن الرحيم) أمان، وبراءة (أي*سورة التوبة) نزلت بالسيف ليس فيها أمان. والسورة نزلت في المنافقين ولا أمان للمنافقين وكأنما*حرمهم الله تعالى من رحمته بالبسملة . وقد روي عن حذيفة بن اليمان أنه قال: إنكم تسمونها*سورة التوبة وإنما هي*سورة*العذاب، والله ما تركت أحداً من المنافقين إلا نالت منه.تسمى*سورة*التوبة بأسماء عديدة وصلت إلى 14 اسماً منها:*براءة، التوبة، المخزية، الفاضحة،*الكاشفة، المنكلة،*سورة*العذاب، المدمدمة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المثيرة والحافرة. وقد*فضحت هذه السورة الكفار والمنافقين والمتخاذلين وكشفت أفعالهم. وورود*سورة*التوبة بعد الأنفال*له حكمة هي أن الأنفال تحدثت عن أول غزوة للمسلمين (غزوة بدر) والتوبة تتحدث عن غزوة تبوك*وهي آخر غزوة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نستشعر الفرق في المجتمع*الإسلامي بين الغزوتين وكأنها تعطي صورة تحليلية للمجتمع فكأنهما*سورة*واحدة بدايتهما نصر أمّة*ونهايتهما تمكين أمّة.وسميت السورة (التوبة)*لأنها كانت آخر ما نزل من القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم وبما*أنها النداء الأخير للبشرية أراد الله تعالى بعد أن فضح الكفار والمنافقين والمتخاذلين وحذّر المؤمنين*كان لا بد من أن يعلمهم أن باب التوبة مفتوح فعليهم أن يعجلوا بها قبل أن نغرغر. فسبحان الذي*وسعت رحمته كل شيء وسبقت رحمته غضبه، سبحانه رحيم بعباده غفور لهم. ولقد ورد ذكر كلمة*(التوبة) في هذه السورة (17 مرة) أكثر من أية*سورة*أخرى في القرآن كله، فقد وردت في البقرة*(13 مرة)، النساء (12 مرة)، المائدة (5 مرات) فسبحان الذي يفتح أبواب التوبة للجميع من كفار*وعصاة ومنافقين برغم كل ما اقترفوه في حياتهم.