أجعلي أبنك يصنع لك طقم أسنان ؟!
أجعلي أبنك يصنع لك طقم أسنان ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي الأم مثل أي مهارة يتعلمها الإنسان مهارات الفكاهة والدعابة هي هكذا
فالأطفال لديهم استعدادات متميزة والبعض لديه الاتجاهات ليدخل عالم الهزل أو ليتميز فكاهة عن قرنائه
فالأطفال هم الأكثر استمتاعا بالدعابة والفكاهة على حد سواء واستخدامها دائما كأسلوب يجيدونه يجعلهم أكثر قبولا
اجتماعيا من الآخرين ولكن هل هذه الثقافة موجودة لدى مجتمعاتنا وثقافتنا وداخل أسوار مدارسنا !
تجهم حقيقي مبتذل تجده في المدرسة بدءا من بواب المدرسة حتى مديرها0
أما ما يحدث داخل بعض الفصول فتجده كنظام عسكري يطبق بحذافير نظريات استعد واسترح وإلى { الخلف } سر من معلمين عانوا وجود وصنع
الابتسامة فلم يجدوها في أسرهم أو مدارسهم وصولا إلى مدير مدرستهم الحالي وهكذا إلى أن نصل { هذا ما وجدنا عليه آباءنا }
ومسيرة ثقافة التجهم أو الحزن !
أما الأسرة والتي يقف عليها المستقبل تربية واحتواء ثم رعاية فالكثير منهم يهمل هذا الجانب بشكل
عام ويرى أن الابتسامة وصنعها من كماليات التربية أو مضيعة لوقتها لحفظ ماء الوجه أو المروءة الزائفة!
دراسة امريكية حديثة توضح أن روح الدعابة تهيئ لأطفالنا عديدا من طرق التعامل مع الضغوط والاضطرابات النفسية
للتغلب عليها بل تساعدهم أيضا لتجنب الإحراج ومواجهته وتساعدهم على التغلب على الغضب والتصريح بما يصعب التعبير
عنه دون استخدام الدعابة - التصريح بشيئ دون النطق به مباشرة - وتعلمهم التعامل مع المشكلات النفسية المحددة
والصراعات والعمل على حلها وإزالتها واستخدامها كطريقة لتخفيف الآلام والانزعاج وطريقة مثلى في العلاج النفسي التربوي
للتخلص من القلق تذكروا معي سنجد الأطفال كثيرا ما يستخدمون النكات ليحتلوا بذلك مكانة مرموقة في مجتمعهم
عندما كنا اطفالا نهمس بالنكتة لزملاء كي لا يسمعها آخرون ولا يتم البوح بها للأطفال الذين ليس لهم مكانة رفيعة لدى الآخرين
وكأننا حقيقة عندما نفصح عن نكتة ما إلى الاطفال فإن ذلك يعني إشارة هامة بقبولهم الاجتماعي
أو التكتم عليها من أجل أن يمر هذا الكنز الطفولي كأنه سر ثمين كجزيرة الكنز مكانة!
فالأطفال يستمتعون بالحركات التلقائية المضحكة أو الساذجة كتصويب نظرهم بظهر الأرض إلى أراجوز
مطلي الألوان أو إنصاتا بنبرات أصوات متعالية التموج!
ثم يتطور أطفال المرحلة الابتدائية فنجدهم أكثر انبهارا متزايد النكات مسبقة الصنع كنقيض للنكات التلقائية الفجة
التي سبق لهم الاقتناع بها ليتباهى كثير منهم في هذه المرحلة بما لديهم من مخزون من نكات وألغاز ليكون
مألوفا لنا أن ترى جميع الفصل الواحد يتنافسون في عرض ما بجعبتهم وخيالهم الواسع لنلتفت إلى
المجموعة المتميزة في المدارس وفي الفسحة هي الأكثر إضحاكا والاكثر تعليقا سذاجة أو هزلا تشجيع
الوالدين لأطفالهما وأبنائهما على قول النكات والطرف يجعل الأبناء يستخدمون روح الدعابة والمرح
حتى في احلك الظروف والأوقات فالنكات تمكن أطفالنا من التعبير عما يحبون وما يكرهون وبالدعابة
للتعبير عن مشاعرهم الإيجابية أو السلبية تجاه الآخرين وبخيال أرحب شمولا وحياة!
يمكن للمجتمع والمدرسة والمنزل تشجيع روح الدعابة لدى الطفل والعائلة إضافة لسرور كل يوم دراسي
أو أسري تحفه البهجة والسرور استمتاعا بحسن الصحبة والتربية وكل ذلك لن يذهب فسينعكس حتما
على شخصياتهم ثقة وسلوكهم إيجابية0