أطفال بابتسامة رائعة
بالرعاية السليمة والحب، يمكن أن ينجح الأطفال الذين يعانون من “متلازمة داون” فى حياتهم. اقرئى لتعرفى أكثر عن هؤلاء الأطفال.
فى الواحد والعشرين من مارس من كل عام، تحتفل مصر والعالم العربى بيوم الأم. الآن أصبح هذا التاريخ تاريخاً مميزاً فى كل أنحاء العالم كيوم الاحتفال بالأطفال الذين يعانون من متلازمة داون. تم الاحتفال لأول مرة بهؤلاء الأطفال فى 21 مارس 2006 مما أضفى سعادة على قلوب أمهات هؤلاء الأطفال الرائعين بعيونهم المميزة وابتساماتهم التى لا تفارق وجوههم البريئة.
سميت “متلازمة داون” بهذا الاسم نسبة إلى الطبيب الإنجليزى جون لانجدون داون الذى قرن بين الملامح الوجهية لمجموعة من الأطفال الذين يعانون من إعاقات ذهنية بالملامح التى يتميز بها الأطفال المنغوليون وكان ذلك فى عام 1866. حتى منتصف القرن التاسع عشر لم يكن سبب هذه الحالة معروفاً، لكن لوحظ أنها أكثر شيوعاً فى المواليد لأمهات فوق 40 سنة. بعد قرن تقريباً، فى عام 1959، اكتشف الأستاذ جيروم ليجن أن متلازمة داون تحدث نتيجة حدوث تغير فى الكروموزومات الخاصة بالطفل كنتيجة لوجود كروموزوم إضافى، الكروموزوم ال21.
يتم التعرف على حالة متلازمة داون منذ الولادة وهى تتضمن نقص قى القدرات الإدراكية للطفل مثل التفكير، الحكمة، والتذكر. تتراوح نسبة هؤلاء الأطفال من 1 كل 800 طفل إلى 1 كل 1000 طفل من المواليد وهى حالة موجودة فى كل أنحاء العالم. يلاحظ فى هؤلاء الأطفال أن كفوفهم يكون بها تجعيدة واحدة بدلاً من اثنتين، وعيونهم تشبه حبة اللوز نتيجة انثناء جلد الجفن العلوى من عند الركن الداخلى للعين، أطرافهم تكون أقصر، وتوافقهم العضلى يكون ضعيف، كما أنهم يمكن أن يكونوا عرضة بدرجة كبيرة لعيوب فى القلب والتهابات متكررة فى الأذن.
يُنصح بالإشراف الطبى الجيد للسيدات الحوامل فوق 35 سنة. عادةً ما يتم عمل تحليل لعينة من السائل الأمنيونى خلال الفترة الأخيرة من الشهور الثلاث الأولى من الحمل أو خلال المرحلة المبكرة من الثلاث شهور الثانية، وتصل نسبة نجاح التعرف على هذه الحالة من خلال هذا التحليل إلى 90% إلى 95%.
يقول د. أحمد السيد يونس – استشارى طب الأطفال ومؤلف كتاب “التدريب البدنى والنفسى للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة” – أن أفضل طريقة لمساعدة هؤلاء الأطفال هو التدخل المبكر معهم بإعطائهم أطعمة خاصة غنية بالأحماض الأمينية لكى ترفع من وظائف المخ ولكى تكون لديهم القدرة على التعلم. إذا استطاع الآباء والأمهات التركيز على تدريب وتعليم أطفالهم، يمكنهم الوصول لمستويات تعليم متقدمة. إعطاء الطفل الذى يعانى من متلازمة داون كم من التدريب والتعليم 10 أضعاف ما يحتاجه الطفل السليم يمكن أن يوصله لمستوى متقدم. وفى النهاية من الممكن أن يتخرج الطفل الذى يعانى من متلازمة داون من الجامعة، قد يتأخر عمن فى مثل سنه، لكنه فى النهاية سيكون خريج جامعة.
يضيف د. أحمد السيد يونس أن أهم ما يشغل آباء هؤلاء الأطفال هو كيف سيستطيعون كسب عيشهم فيما بعد. إذا كان الطفل قادر على التعلم، فلا توجد مشكلة. كما أن الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون يكونون موهوبين فى الآلات الموسيقية وبعضهم أصبح بالفعل ملحنين.
الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون يكونون ماهرين فى الأشغال اليدوية التى تتطلب دقة، مثل شغل الخرز والترتر على الأقمشة وعمل حقائب أو إكسسوارات.
نحن نتعلم من هؤلاء الأطفال ذوى الابتسامة الرائعة دروساً فى التفاؤل، فهم لا يتوقفون عن مفاجأتنا بإنجازات جديدة. بعض الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون يصلون إلى مستويات من النجاح تؤهلهم للاشتراك فى الألعاب الأوليمبية للمعاقين. من أمثلة هذه القصص الناجحة قصة الطفل تشارلى مانلى ذو الثمانية أعوام الذى كان يتلقى تعليمه فى البيت. فقد أصر تشارلى على أن يكون طفلاً متميزاً وداوم على القيام بتمارين الجمباز حيث كان يقوم بعمل تمرين الضغط 50 مرة متواصلة وابتسامته لا تفارقه.
أُسِسَت الألعاب الأوليمبية المصرية الخاصة بالمعاقين عام 1982. تؤكد السيدة ماجدة موسى رئيسة مجلس إدارة هذه لجنة الألعاب الأوليمبية ومديرة مدرسة مصر للغات – إحدى المدارس الرائدة فى تعليم الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة جنباً إلى جنب مع غيرهم من الأطفال – على أهمية تدريب الأطفال ذوى الإعاقات الذهنية فى مراحل مبكرة جداً من حياتهم على الرياضة. هى فخورة للغاية بالنتائج التى وصل إليها هؤلاء الأطفال. من ضمن قصص النجاح العديدة هى قصة فهد فايز – عمره الآن 27 سنة – الذى حصل على عدد من الميداليات الذهبية فى السباحة فى دورة الألعاب العالمية الصيفية فى نيو هافن عام 1995 وكذلك فى دورة ألعاب الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا عام 1999. البطل فهد فايز يعمل أيضاً فى صناعة المنسوجات فى مدرسة مصر للغات، فهو يقوم بعمل سجاجيد جميلة تباع حتى قبل أن تكتمل. تتطلع السيدة ماجدة موسى للمزيد من قصص النجاح خلال الدورة الأوليمبية القادمة والتى ستقام فى شنغهاى هذا العام.* دعونا نأخذ من هؤلاء الأطفال قدوة فى المثابرة والإصرار والتفاؤل.