ان عملية نمو الطفل تلزمنا بالعديد من المتطلبات الاساسية لبناء شخصيته كالانسان وتشمل المحافظة على حياته واستمراريتها من حيث توفير المسكن والملبس والطعام والرعاية الصحية كما تضمن محاولة تعليم الطفل المهارات الاساسية لنموه ونضجه ومن هذه المهارات تعلم كيفية المشي ،
وتناول الطعام ، الكلام وتعلم العادات الصحية والنظافة ، تعلم مهارات معرفية وفكرية منها التميز بين المتشابهات ، ولا ننسى تعلم المهارات الاجتماعية من تقبُّل الغير وتكوين علاقات مع الاصدقاء ومحادثة الاولاد واللعب معهم .
لا شك ان مراحل النمو تقسم الى خصائص مختلفة لها التأثير الاساسي على نضج الانسان ، ولا يمكن لنا ان نقل من اهمية خاصية عن الاخرى كما في كل واحدة منها الاهمية والضرورة الى تكوين شخصية انسان عاقل ناضج قادر على التعلم والتأقلم ، وكما في ذلك تكوين شخصية واثقة من نفسها والاحساس بقدراته مما يعزز الاحساس بالثقة في النفس وفي الآخرين المحيطين به ، لما في ذلك تعلم من القدرة على فهم مفاهيم معينة على الوضع الاجتماعي ، وعملية المشاركة وعملية الارتباط والعلاقة بين افراد الاسرة ابتداء من الاهل والاخوة وغيرهم .
خصائص اكثر عند الاطفال
لا شك ان هنالك العديد من الخصائص والجوانب الاساسية في عملية نمو الطفل ومنها النمو الجسدي ، العقلي ، الانفعالي والاجتماعي .
النمو الجسماني : يعتبر النمو الجسماني عند الاطفال من اهم خصائص النمو الكاملة لما فيها من خصوصية الحفاظ على الحياة ومحاولة التغلب على المشاكل الصحية التي بالامكان ان تصيب الطفل في مراحل حياته الاولى ومنها ارتفاع درجة الحرارة ، امراض الالتهاب بانواعها ، القحة وغيرها من الامراض العادية التي يتعرض لها الاطفال. ، ان الاهتمام بصحة وسلامة الجسد عند الاطفال تعتبر هامة جدا ، ولكنها لا تكفي لوحدها في عملية تكوين القدرات الجسمانية بما في ذلك تعلم المشي والقفز التصنيف ، القدرة على القيام بحركات عضلية الغليظة منها والنمطية كقدرة الطفل على القاء الطابة ، وحمل شيء ثقيل ، ومعرفة امساك واستعمال الالوان والاقلام ، المقص وغيره من الادوات التي تساعد على تقوية العضلات عند الطفل وتساعده في عملية البدء في مرحلة التعلم ، لذا علينا ان نهتم وان نسمح للاطفال باللعب بالمعجونة والرمل وكذلك استعمال الالوان وحتى وان كانت عبارة عن « خربشة في البداية » ان استعمال الالوان والادوات المختلفة على انواعها تعمل على تهيئة الطفل وتمده من الناحية الجسدية ليكون ناضجاً ومستعداً لعملية التعليم .
النمو العقلي : تعتبر مرحلة الطفولة ما بين 2-5 سنوات هي الفترة التي يتعلم فيها الطفل وذلك من خلال التعرف على المحفزات الموجودة في البيئة وترجمتها لفعاليات عقلية ، وخبرات تضاف الى خبراته وقدراته ، اذ يعمل الطفل على استكشاف الاشياء التي تلفت نظره وتشد انتباهه فنرى ان حب الاستطلاع يقوى عند الاطفال في هذه المرحلة فان سلوك حب الاستطلاع يعمل على مساعدة الطفل على تكوين المفاهيم الزمنية ، والمكانية ، الاعداد .. وفي هذه المرحلة نشهد نمو وتطور القدرة العقلية وذكاء الاطفال اذ تنمو مقدرة الطفل على ادراك العلاقات بين الامور بعيدا عن التجريد ، ويمكن للطفل ان يصمم في هذه المرحلة ولكن بحدود مفهومه فقط .
يقول العالم النفسي ( بياجيه ) :« ان الذكاء في هذه المرحلة وما بعدها يكون تصوريا تستخدم فيه اللغة بوضوح ويتصل بالمفاهيم والمدركات الكلية إضافة الى زيادة حدة الفهم والتعلم من الخبرة ، وتركيز الانتباه ونمو الذاكرة والقدرة على التخيل الايهامي او الخيالي واحلام اليقظة ، ويكون التفكير في هذه المرحلة ذاتيا حيث يدور فيه الطفل حول نفسه ويتجه الى التفكير الخيالي البعيد عن الواقع والمنطق . وفي فترة التحاق الطفل بالمدرسة وابتدائه في عملية التعليم اذ يستمرالنمو العقلي السريع عنده نرى ان القدرة العقلية عنده تساعده على اكتساب مهارات مختلفة من القراءة والكتابة والمهارات الرياضية الحسابية وتكون عملية تطور الذكاء وقدرات الطفل من استيعاب ،ادراك الامور من المحسوس المجرد ، وتقوى عنده القدرة على التذكر وقدرته على الفهم وتنمية الخيال وربطها مع الواقع وقدرة التركيب . تعتبر هذه المرحلة هي مرحلة تمركز الطفل بذاته اذ تدور كل امور الحياة والبيئة المحيطة به . اما بالنسبة لمرحلة الطفولة الاكثر متقدمة وهي ما تسمى بالطفولة المتأخرة ( 9-11 سنة ) حيث يتطور ذكاء الطفل ، وذلك من خلال القدرة على الابتكار والابداع ، كما وان التفكير المجرد يأخذ بالتطور والنمو ويقوم الطفل باستخدام المفاهيم والمدركات الكلية ، ويستطيع ان يفسر الامور بمساعدة قدرته على التعبير الشفهي بصورة اوضح .
اما بالنسبة لمشاعر الخوف فتكون غير ثابتة فهنالك زيادة ونقصان وذلك يتعلق بمدى شعور الطفل بالامان والشعور بالقدرة على التحكم في البيئة . كما تصطحب هذه الفترة بالاحتجاجات اما من خلال الكلام او الغضب ومحاولة الانتقام من المحيط ، وقد تتخذ هذه الاحتجاجات نوعا من العناد والغضب والعدوانية اذا ما شعر الطفل بعدم اشباع حاجاته المختلفة
لنمو الانفعالي : يتميز النمو الانفعالي في هذه الفترة فيصبح نمواً تدريجياً وذلك من خلال المراحل التالية ، اذ تتميز هذه الفترة بتزايد الاستجابات الانفعالية الجسمية ، وما تشمل من انفعالات بالشدة والمبالغة وسرعة التنقل والتقلب في الانفعال ، ويعتبر اهم انفعال الذي نراه عند الاطفال هو حب الطفل لوالديه ، وتظهر الانفعالات المتمركزة حول الذات ومنها الخجل ، والاحساس بالذنب ومشاعر الثقة بالنفس، لوم الذات والعناد.
اما بالنسبة لمشاعر الخوف فتكون غير ثابتة فهنالك زيادة ونقصان وذلك يتعلق بمدى شعور الطفل بالامان والشعور بالقدرة على التحكم في البيئة . كما تصطحب هذه الفترة بالاحتجاجات اما من خلال الكلام او الغضب ومحاولة الانتقام من المحيط ، وقد تتخذ هذه الاحتجاجات نوعا من العناد والغضب والعدوانية اذا ما شعر الطفل بعدم اشباع حاجاته المختلفة . اما بالنسبة للغيرة فتعتبر هذه ميزة هذا الجيل اذ نرى ونلاحظ نوبات من الغيرة من الاخوة وفي حالات معينة تغار البنت على والدها من امها وكذلك الابن من ابيه على امه . اما بالنسبة للاطفال في عمر 6-8 سنوات فتبدأ عملية الثبوت والاستقرار في الانفعالات ولكن لا نقصد هنا بأن الطفل قد وصل الى مرحلة النضج الانفعالي ، وذلك لما يبقى لديه ما يسمى بقايا الغيرة والعناد والتحدي . ويتعلم الطفل في هذه المرحلة عملية اشباع حاجاته ودون استخدام الانفعاليات السلبية كالغضب والعناد ، وتكون لديه مظاهر العواطف المختلفة فهو يطلب الحب ويبحث عنه ويحاول ان يحصل عليه . فاذا كان عمر الطفل ما بين 9-11 سنة ، فنرى محاولة منه بالتخلص من الطفولة ودائما ما يردد كلمة انا كبير ولست بطفل ويلاحظ في هذه الفترة الثبوت ومحاولة ضبط الانفعالات والسيطرة على النفس ومحاولة عدم الانفلات في الانفعالات .
وتقل في هذه المرحلة الثورة الخارجية ويتعلم الطفل كيفية تأجيل رغباته وعدم الغضب اذا لم تنفّذ مما يعمل ذلك على التخلص من غضب والديه منه ، اما بالنسبة للتعبير عن غضبه فيكون بالمقاومة السلبية واستعمال بعض الالفاظ وتغير تعابير الوجه ، وتظهر عنده صفة الوشاية عن الغير وذلك نابع من شعور الغيرة وحب السيطرة وابراز الذات .
النمو الاجتماعي : هنالك اهمية كبرى ومطلب مهم في مرحلة النمو الاجتماعي ان يتعلم الطفل كيفية العيش مع نفسه ومع الآخرين .
ومن اهم مظاهر النمو الاجتماعي في سن 2-5 سنوات استمرار تعلم الطفل للمعاير الاجتماعية وعملية ارتباطه مع الاهل وقدرته على الادراك الاجتماعي ، ومن جهة اخرى تنمو الصداقات ، وكذلك يعمل الطفل على محاولة لفت انتباه الآخرين وخصوصا الكبار ، وتميز تصرفات الطفل في هذه المرحلة بالانانية والميل الى المنافسة والعناد ، كما يميل الطفل الى الاستقلال في بعض امور حياته كتناول الطعام ولبس الملابس .
وينمو الضمير وتبرز ( الانا العليا ) التي تضم الشعور والاحساس اضافة الى ذلك محاولته التوافق مع الظروف المحيطة به .
تسيطر على الطفل في هذه المرحلة محاولة العمل الجماعي الا انها غير محدودة وغير واضحة . اما في مرحلة الطفولة المتأخرة فتسع دائرة الاحتياجات وذلك من خلال احتكاكه بجماعات الكبار وتكثر الرغبة باللعب ومحاولة زيادة التقارب بينه وبين الاطفال الذين يلعب معهم او من جهة اخرى محاولة المنافسة. ويأخذ الطفل مكانته الاجتماعية ، كما تقوى وتكثر الاهتمامات والميول ونمو الضمير والوعي الاجتماعي ، وزيادة المسؤولية والقدرة على ضبط النفس وكذلك تميز حب الاستقلال والخصوصية .
النمو النفسي : ما ان يتقدم الطفل في سنواته الاولى وينمو الجهاز العصبي والذكاء تظهر عند الطفل مجموعة من الحاجات النفسية ومنها:
1- الحاجة الى الأمن - وهي شعور الطفل بالامان والاطمئنان على حياته .
2- تحقيق الامن ، وهي التي تدفعه الى البحث واستكشاف المجهول .
3- الحاجة الى الحب : وهي رغبة الطفل التي تدفعه نحو البحث عن المودة والحب من خلال التقرب من الآخرين مما يعمل ذلك على دمجه بالمجتمع .
4- الحاجة للمعرفة : وهي الدافع الذي يسيطر على الطفل نحو التعلم والمعرفة .
5- الحاجة الى التقدير والنجاح : من اساسيات النجاح ان يتلقى الطفل التقدير المناسب له وللعمل الذي يقدم به .
6- الحاجة الى الاجتماع : وهي رغبة في الاجتماع بالآخرين وذلك بهدف الألفة والاعجاب به وبتصرفاته .
7- الحاجة الى الانضباط : يحتاج الطفل في هذه المرحلة الى الانضباط وحتى وان اظهر انه يحب الاستقلالية والحرية الا انه اذا انعدم الانضباط من حياة الطفل فانه سوف يشعر بانه ضائع .
لا شك ان فيما تطرقنا اليه من مادة في موضوع مراحل النمو الاطفال لمسنا واوضحنا ان للاهل الدور الاكبر والمهم في عملية ايجاد وتسهيل مراحل النمر المختلفة على انواعها وازمات وذلك حرصاً من الاهل على تقديم الحسن والجيد للابناء.