أحكام الإستعاذة والبسملة برواية ورش عن نافع
الاستعاذة :
معناها:
الاستعاذة طلب العوذ، و هو الامتناع بالحفظ و العصمة.
حكمها:يسن لقارئ القرآن الكريم أن يفتتح تلاوته بالاستعاذة سواء ابتدأ التلاوة من أول السورة أو في جزئها – أي ليس من أول السورة - ، عملا بقوله تعالى: "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" ، و الأمر في الآية للندب على ما ذهب إليه جمهور العلماء.
و تكفي القارئ استعاذة واحدة ولو للقرآن كله مالم يقطع قراءته .فإذا قطع القراءة لطارئ قهري كعطاس أو تنحنح، أو كلام يتعلق بمصلحة القراءة كأن شك في شيء في القراءة و سأل عنها من بجواره ليتثبت، فإنه لا يعيد التعوذ،
أما لو قطع القراءة إعراضا عنها أو لكلام لا يتعلق بها - و لو ردا لسلام - فإنه يعيذ التعوذ.
لفظها:الصيغة المشهورة للاستعاذة هي "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، و قد وردت صيغ أخرى منها "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم".
هل يجهر بالاستعاذة؟
يستحب إخفاء الاستعاذة في مواطن و إظهارها في مواطن أخرى، فإن قرأ سرا فإنه يستعيذ سرا ، و إن قرأ جهرا فإنه يستعيذ جهرا إلا أن تكون القراءة في الصلاة ، و إن كان مع جماعة يتناوبون على القراءة الجهرية و لم يكن هو المبتدئ فإنه يستعيذ سرا :
و حاصل القول أن إخفاء الاستعاذة يكون في المواطن التالية:
- إذا كان القارئ يقرأ سرا، سواء كان منفردا أم في مجلس.
- إذا كان خاليا، سواء قرأ سرا ام جهرا،
- إذا كان في الصلاة، سواء كانت الصلاة سرية أم جهرية، و سواء كان منفردا أم مأموما أم إماما.
- إذا كان يقرأ وسط جماعة يتدارسون القرآن، كأن يكون في مقرأة و لم يكن هو المبتدئ بالقراءة.
و ما عدا هذه المواطن يستحب الجهر بالتعوذ فيها.
البسملة :
لفظها و معناها:
هي مصدر فعل بسمل أي قال" بسم الله"، لفظها "بسم الله الرحمن الرحيم"، و تعني "أبدأ بتسمية الله و ذكره قبل كل شيء، مستعينا به جل و علا في جميع أموري، طالبا العون منه، فإنه القادر على كل شيء".
حكمها:
البسملة سنة مؤكدة في أول كل سورة عدا سورة براءة (التوبة) ، لما ورد في الأحاديث أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان لا يعلم انقضاء السورة حتى تنزل عليه" بسم الله الرحمن الرحيم". و لكتابة الصحابة لها في المصاحف العثمانية.
واختلف العلماء في كون البسملة آية من القرآن الكريم، فعند المالكية هي ليست بآية من الفاتحة و لا من أي سورة من سور القرآن، أما البسملة الواردة في سورة النمل فهي جزء من آية " إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم".
و للقارئ الخيار في وسط السورة ، إن شاء بسمل - وهو الأفضل - وإن شاء ترك البسملة .
أحكام الاستعاذة و البسملة في ابتداء القراءة من أول السورة
للقارئ الخيار في الجمع بين الاستعاذة والبسملة وأول السورة أو تفريقها وذلك في أربعة أوجه :
وصل الجميع ، قطع الجميع ، وصل الاستعاذة بالبسملة وقطعهما عن أول السورة ، قطع الاستعاذة ووصل البسملة بأول السورة بنفس .
أ - وصل الجميع : أي الاستعاذة والبسملة وأول السورة بنفس واحد، مثال:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين)
ب _ قطع الجميع : كل صيغة منها بنفس ، مثال ذلك :
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ( بسم الله الرحمن الرحيم ) (الحمد لله رب العالمين)
ج _وصل الاستعاذة بالبسملة بنفس وقطعهما عن أول السورة ، مثال ذلك :
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين)
د _ قطع الاستعاذة أي بنفس، ووصل البسملة بأول السورة بنفس، مثال ذلك:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين)
أوجه بين السورتين
للانتقال من سورة إلى السورة الموالية عند ورش ثلاث حالات:
1- الفصل بالبسملة: و في هذه الحالة هناك ثلاثة أوجه كلها جائزة:
• قطع الجميع
• قطع آخر السورة عن البسملة و وصل البسملة بأول السورة الموالية
• وصل الجميع
هنا مثال عن قطع الجميع، بين نهاية سورة الغاشية و بداية سورة الفجر:
و لا يجوز وصل البسملة بآخر السورة الأولى و قطعها عن أول السورة الثانية.
2- الوصل : بأن يصل السورتين بعضهما ببعض كأنهما سورة واحدة بدون بسملة
3- السكت : بأن يأتي بسكتة لطيفة بدون نفس بين نهاية السورة و أول التي بعدها
حالات خاصة في أوجه بين السورتين
1. آخر سورة الأنفال و أول سورة براءة ( التوبة )
لكل القراء بينهما الوقف و السكت و الوصل، لكن من دون بسملة في كل الحالات.
2. آخر سورة الناس و أول سورة الفاتحة
جميع القراء يبسملون بينهما وجها واحدا
3. وصل آخر السورة بأولها
إذا قرأ سورة و أراد تكرارها فإنه يبسمل، و ذلك لدى جميع القراء
4. وصل السورة بما فوقها
وردت فيها أيضا البسملة لدى جميع القراء.
5. آخر سورة الناس و أول سورة الفاتحة
جميع القراء يبسملون بينهما وجها واحدا
6. استثناءات لورش في سور القيامة و البلد و التطفيف و الهمزة
لورش وجه آخر في أربعة مواضع و هي: بين سورتي المدثر و القيامة، و بين سورتي الانفطار و التطفيف، و بين سورتي الفجر و البلد، و بين سورتي العصر و الهمزة، بحيث أنه إذا قرأ بالسكت من أول القرآن فعندما يصل إلى هذه السور يبسمل، و إذا قرأ بالوصل من أول القرآن فعندما يصل إلى هذه السور يسكت.