[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحقوق والواجبات
[إرتباط شخصين (ليس هذا مفهوم الزواج) بل يقع على كل شخص منهما حقوق وواجبات للشريك الآخر، وأما لو قامت بدونها، لتحولت الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق، ومن هنا.. يتضح لنا بأن كلا الشريكين يتمتع كل بقيمته ـ كإنسان ـ، ويتمتع بكل حقوقه الشرعية.
والحق الوحيد الذي يترتب على عقد الزواج، هو الحق الجنسي، فعلى المرأة أن لا تمتنع من ذلك في أي وقت، وعلى الرجل أن لا يمتنع في الأقصى، أكثر من أربعة أشهر مضافاً إلى الإنفاق عليها، وكضمان لحق الزوج، فقد أُعطِي سلطان منع الزوجة من الخروج إلا بإذنه.
واقتصار الحقوق الزوجية على ذلك، إنما هو لوضع الحد الأقصى الذي يُرجع إليه عند الاختلاف، وإلا فإن الأُمور داخل هذا الحد ستسير في فلكها الطبيعي][14].
[فالزوج المتدين الأخلاقي لن يحبس زوجته في غرفة، وسوف يدعها تخرج مثلما هو المتعارف، بل سيكون رحيماً، موفراً كل أسباب الارتياح لزوجته، وسيتمتع معها بكل وقته، وهي في إطار خدمة المنزل، وسوف تمارس دورها كربة بيت بدون الالتفات إلى عدم وجوب ذلك عليها][15].
ولكن.. نظراً لامكانية إفراط المرأة في الخروج من المنزل، فقد أُعطِي الزوج حينئذٍ حق منعها. وبالرغم من كل هذه الحقوق والواجبات، التي تقع على كاهل كل منهما تجاه شريك حياته، إلا أن الزوج أو الزوجة يبحثان عن كل شيء يجعلهما يسعدان ببعضهما أكثر فأكثر، فالمرأة وبالرغم من عدم وجوبية العمل في المنزل على عاتقها، وإنما فقط من باب الاستحبابية، إلا أنها تشق طريقها في إضفاء الجو الرومانسي، تضع لمساتها الفنية، بين فترة وأخرى على منزلها الجميل، لتضفي السعادة على قلب شريكها. وهو لا ينسى أن يرى ابتسامتها الحلوة تشرق على وجهها الصبوح، في أن يحضر له وجبة الإفطار الساخنة مع بعض القبلات!
هذه الصغائر من المبادرات المفاجئة، تضفي أجواءً جديدةً على سماء عشهما الصغير.
فالحياة الزوجية ليست ساعة من نهار!
إنها مسيرة حياة كاملة، فلذا يتحتم على الإثنين معاً، أن يحافظا على سعادتهما بشكل دائم ومستمر.
أمّا من جانب آخر، فإن الأفعال الشخصية والمزاجية، مثل الطعام والنوم واللباس ونحوها، فإن الإسلام تركها حرة طليقة بين يديهما، ليتفاهما بصددها ويتفقا عليها حسب راحتهما، ولكن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ذكرت في هذه الجوانب استحبابات ومكروهات كثيرة جداً.
قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة)[16].
سألت امرأة النبي (ص):
ما حق الزوج على المرأة؟
قال: " أن تجيبه إلى حاجته، وان كانت على قتب، ولا تعطي شيئاً إلا بإذنه.... ولا تبيت ليلة وهو عليها ساخط.
قالت: يا رسول وإن كان ظالماً؟
قال: نعم "[17].
عن السجاد عليه السلام:
(وأما حق الزوجة: فأن تعلم أن الله عزّ وجل جعلها لك سكناً وأنساً، فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك، فتكـرمها وترفـق بها، وان كـان حـقك علـيها أوجب، فإن لـها عليك أن
ترحمها)[18].